الواحد في اللغة اسم فاعل للموصوف بالواحدية أو الوحدانية ، فعله وحد يوحد وحادة وتوحيدا ، ووحده توحيدا جعله واحدا ، والواحدُ أَول عدد الحساب وهو يدل على الإثبات ، فلو قيل في الدار واحد لكان فيه إثبات واحد منفرد مع إثبات ما فوق الواحد مجتمعين ومفترقين[1].
والواحد سبحانه هو القائم بنفسه المنفرد بوصفه الذي لا يفتقر إلى غيره أزَلا وأبَدا وهو الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله ، فهو سبحانه كان ولا شيء معه ، ولا شيء قبله ، ومازال بأسمائه وصفاته واحد أولا قبل خلقه ، فوجود المخلوقات لم يزده كمالا كان مفقودا ، أو يزيل نقصا كان موجودا ، فالوحدانية قائمة على معنى الغنى بالنفس والانفراد بكمال الوصف ، قال ابن الأَثير:(الواحد في أَسماء الله تعالى هو الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه آخر).
الأحد في اللغة اسم فاعل أو صفة مشبهة للموصوف بالأحدية، فعله أحَّد يأحد تأحيدا وتوحيدا، أي حقق الوحدانية لمن وحده ، وهو اسم بني لنفى ما يذكر معه من العدد، تقول ما جاء بي أحد، والهمزة فيه بدل من الواو، وأصله وحد لأنه من الوحدة، والفرق اللغوي بين الواحد والأحد أن الأحد شيء بني لنفي ما يذكر معه من العدد، والواحد اسم لمفتتح العدد، وأحد يصلح في الكلام في موضع الجحود والنفي، وواحد يصلح في موضع الإثبات، يقال ما أتاني منهم أحد فمعناه لا واحد أتاني ولا اثنان، وإذا قلت جاءني منهم واحد فمعناه أنه لم يأتني منهم اثنان، فهذا حد الأحد ما لم يضف، فإذا أضيف قرب من معنى الواحد، وذلك أنك تقول: قال أحد الثلاثة كذا وكذا، وأنت تريد واحدا من الثلاثة[2].
والأحد سبحانه وتعالى هو المنفرد بذاته ووصفه المباين لغيره، كما قال تعالى في معنى الأحدية: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَد [الإخلاص:4]، فالأحدية هي الانفراد ونفي المثلية ، وتعني انفراده سبحانه بذاته وصفاته وأفعاله عن الأقيسة والقواعد والقوانين التي تحكم ذوات المخلوقين وصفاتهم وأفعالهم، كما قال تعالى:﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾[3] ، فبين سبحانه انفراده عن كل شيء من أوصاف المخلوقين بجميع ما ثبت له من أوصاف الكمال، فالأحد هو المنفرد الذي لا مثيل له فنحكم على كيفية أوصافه من خلاله، ولا يستوي مع سائر الخلق فيسري عليه قانون أو قياس أو قواعد تحكمه كما تحكمهم ، لأنه المتصف بالتوحيد المنفرد عن أحكام العبيد وقال تعالى:﴿ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّا﴾[4] ، أي شبيها مناظرا يدانيه أو يساويه أو يرقى إلى سمو ذاته وصفاته وأفعاله.
والواحد سبحانه هو القائم بنفسه المنفرد بوصفه الذي لا يفتقر إلى غيره أزَلا وأبَدا وهو الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله ، فهو سبحانه كان ولا شيء معه ، ولا شيء قبله ، ومازال بأسمائه وصفاته واحد أولا قبل خلقه ، فوجود المخلوقات لم يزده كمالا كان مفقودا ، أو يزيل نقصا كان موجودا ، فالوحدانية قائمة على معنى الغنى بالنفس والانفراد بكمال الوصف ، قال ابن الأَثير:( الواحد في أَسماء الله تعالى هو الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه آخر).
الأدلة على وحدانية الله[5]:
ومن الأدلة العقلية في إثبات وحدانية الإله وتفرده بالربوبية دليل التمانع وملخصه أنا لو قدرنا إلهين اثنين وفرضنا عرضين ضدين، وقدرنا إرادة أحدهما لأحد الضدين وإرادة الثاني للثاني فلا يخلو من أمور ثلاثة ، إما أن تنفذ إرادتهما، أو لا تنفذ، أو تنفذ إرادة أحدهما دون الآخر، ولما استحال أن تنفذ إرادتهما لاستحالة اجتماع الضدين واستحال أيضا ألا تنفذ إرادتهما لتمانع الإلهين وخلو المحل عن كِلا الضدين، فإن الضرورة تقتضي أن تنفذ إرادة أحدهما دون الآخر، فالذي لا تنفذ إرادته هو المغلوب المقهور المستكره والذي نفذت إرادته هو الإله المنفرد الواحد القادر على تحصيل ما يشاء ، قال تعالى:﴿ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾[6] ، فلا يجوز أن يكون في السماوات والأرض آلهة متعددة بل لا يكون الإله إلا واحدا وهو الله سبحانه، ولا صلاح لهما بغير الوحدانية، فلو كان للعالم إلهان ربان معبودان لفسد نظامه واختلت أركانه ، قال تعالى: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ [7] ، فأساس قيام الخلق وبقاء السماوات والأرض هي وحدانية الله وانفراده عمن سواه قال تعالى:﴿ إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً﴾[8].
واستعمال لفظ – واحد- على أنه صفة، فإنه لا تكون له هذه الدلالة الكمية، إنما يكون في هذه الحالة لذات ينفى عليها الكثرة على نحو ما هو مستعمل معنى وصفا لله عز وجل.
يقول الإما أبو حامد الغزالي: ندعي أنه سبحانه وتعالى واحد، فإن كونه واحد يرجع إلى ثبوت ذاته ونفي غيره فليس هو نظرا في صفة زائدة على الذات فوجب ذكره في هذا القطب.[9]
كيف يثبت الغزالي آراءه في هذه الحالة[10]:
أ. ما ينفى عنه قابلية الانقسام. وهي:
1. القابلية للانقسام لابد أن يكون المنقسم كما
2. الكم لا يكون إلا في الأجسام والأعراض
3. قد ثبت أن الله تعالى ليس بجسم ولا بعرض
ب. ما ينفى عنه الشريك أو الضد المناوئ والنظير المساوى: نفي أن يكون هناك موجود له من المكانة والتصرف
معنى الواحد وصفا لله عز وجل[11]:
وحين يطلق الوصف –واحد على الله عز وجل، فإنه ينفى عنه أشياء كثيرة يمكن إجمالها في اتجاهين:
أحدهما: ما ينفى عنه قابلة الانقسام
ثانيهما: ما ينفى عنه الشريك بمعنى ضد المناوئ. أو النظير المساوى ولتحدث حول هذين المعنيين الذين استفدناهما من وصف الله عز وجل- بالواحد
1. قد يطلق لفظ الواحد – وصفا على الله عز وجل، ويفهم منه سلب أو نفي قابليته تعالى للقسمة في ذاته.
2. قد يطلق لفظ – الواحد – لفي أن يكون له موجود له من المكانة والتصرف في الكون ما لله عز وجل.
وأما صفة الوحدانية هي من الصفات الأساسية في التصور الإسلامي، بل هي مهمة جميع الأنبياء و المرسلين الذين اتجهوا في دعوتهم إلى عبادة الإله الواحد، وتفني جميع ضروب الشرك.
ولله مدلول الوحدانية عقديا أنه سبحانه و تعالى واحد من حيث الذات ، والصفات واللأفعال.
أولا،بالنسبة للذات : أنه غير مركبة من أجزاء ، وأنها غير متعددة ، بحيث يكون الله إله ثان ، فهي واحدة من غير تركيب ولا تعدد.
ثانيا، بالنسبة للصفات : فهي غير متعددة من جنس واحد كقدرتين فأكثر مثلا و أنه لا توجد لأحد صفة تشبه صفاته.
ثالثا،بالنسبة للأفعال: أنه لا يوجد لغير الله فعل من الأفعال على سبيل الإيجاد والاختراع وإنما ينسب الفعل لغير الله تعالى على وجه الكسب والاحتياز.